العهد الجديد

في عبرانيين 8، يقدم الكاتب أخيرًا تعبير العهد، أي العهد المضمون بذبيحة الرب يسوع. لاحظ ما يقوله: وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضًا لِعَهْدٍ أَعْظَمَ." (عبرانيين 8: 6). وهذا يعني أن هذا العهد أفضل. ويمكن أن يُرى أنه لا توجد استمرارية بينه وبين العهد السابق وبالتالي يُفهم على أنه عهداً جديداً تمامًا. يؤمن آخرون أنه استمرارية، وتحقيق للعهد الموجود في العهد القديم. يشير الكاتب في لاحقاً في الإصحاح 8 إلى العهد الذي يذكره النبي إرميا في الإصحاح 33. فيقول إنه يأتي وقت يؤسس فيه الرب عهدًا جديدًا. دعني أوضح هذا، بالنسبة لأرميا، سيحدث العهد الجديد في المستقبل. وها نحن الآن ننظر إلى تقابل، أو الأفضل القول بأنه، ليس استمرارية ولا شيء جديد تمامًا. وهنا المعضلة. والآن أصبح المسيحيون منقسمون فيما يختص بهذا الأمر.

وجهة نظري الشخصية هي أن العهد الجديد هو استمرارية، فأنا أرى أن الرب يعمل دائمًا وسط شعبه عبر التاريخ، لليهود خاصته أولًا، ولاحقًا للأمم ولليهود، وللبشرية ككل. فالخلاص إذًا بالنعمة. والاختلاف يكمن في أنه في العهد القديم، لم يكن يسوع قد قدم ذبيحته بعد، لذا لا يقدر شعب العهد القديم أن ينظر لهذا الحدث للوراء تاريخًا مثلما نفعل نحن. نحن لدينا عهد أفضل الآن لأن الخلاص قد تحقق بالفعل، ولا يجب أن نقلق من الفشل، لأن يسوع قد غفر كل خطايانا. لذا، فالعهد أفضل، ولكنه جديد أيضًا بمعنى أنه لا توجد حواجز أو قيود مفروضة من قبل الناموس الآن. ليس علينا أن نقدم نفس الذبائح، ليس علينا أن نتبع نفس الشرائع المختصة بالأكل، وليس علينا أن نعيد نفس الاحتفالات، إلخ. فالآن كل شيء هو من خلال الإيمان، والثقة في يسوع. لذا، فمع نهاية الإصحاح 8، يقول الكاتب: "فَإِذْ قَالَ «جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ. (عبرانيين 8: 13). لذا، فالعهد القديم قد انتهى والعهد الجديد هو استمراريته.